أنشطة الجامعةالدورات التكوينيةالندوات

ندوة تكوينية إقليمية حول الاتفاقيات العالمية

نظمت الجامعة العامة للنسيج بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصناعات وبحضور وفد مغربي ندوة تكوينية حول اليات تنفيذ الاتفاقيات الاطارية العالمية في قطاع النسيج والملابس والجلود والاحذية وذلك يومي 05 و06 اوت 2022.

حضر هذه الندوة الاخوة اعضاء الجامعة العامة الاخوة أعضاء الجامعة العامة ناذر الفلي وسمير الجملي للنسيج ولطفي صدام وعلي ساسي، وعضوي المكتب الوطني لنقابة النسيج والالبسة والجلد التابع للكنفيدرالية المغربية للشغل الأخ رشيد الذهبي والاخت رفيعة امسناو.

كما حضر الاخوة النقابيون العاملون في مؤسسات عابرة للقارات وخاصة المتعاملة مع شركة انديتاكس.

تبادل نقابي اقليمي :

تأتي هذه الندوة بمبادرة من الاتحاد الدولي للصناعات وتهدف الى تعزيز التبادل النقابي في الإقليم وذلك في اطار مزيد تشبيك العلاقات النقابية على مستوى الإقليم من أجل حسن التعامل مع الماركات العالمية وتفعيل الاتفاقيات الدولية التي ابرمتها مع الاتحاد الدولي للصناعات.

وقال الاخ ناذر الفلي عضو الجامعة العامة للنسيج ان الندوة استثنائية معتبرا ان المحور المطروح مهم من اجل تحسين واقع العمل ومن أجل تحقيق مزيد من المكاسب العمالية وبين الأخ عضو الجامعة العامة ان القطاع تأثر بأزمة الكوفيد-19 غير أنه سرعان مع عاد الى توازنه بفضل عدة عوامل أهمها جاهزية القطاع في تونس للتأقلم مع الأوضاع من ناحية والتغيرات العالمية في ما يخص العلاقات الدولية وتعويل أوروبا على شمال افريقيا لتحقيق الطلبيات خاصة في مجال المستلزمات الطبية، من ناحية أخرى. وقال ان القطاع يشهد تطورا مهما يستوجب أن يتم الاستعداد له نقابيا.

وبين أن الاستعدادات على مستوى الإقليم بالتعاون مع الاخوة المغربين مهما للغاية في مجال دعم العمل النقابي ومواجهة الشركات العابرة للقارات خاصة وان العمال يعيشون نفس القضايا.

مسار تفاوضي عسير :

وأستعرض الاخ ناذر الفلي مسار المفاوضات الاجتماعية وتطوراتها مشيرا الى الدور الكبير الذي قامت به الجامعة العامة في التوصل الى اتفاق وخاصة الاخ حبيب الحزامي الذي بذل كل ما في له من حنكة وخبرة من أجل اقناع الشريك الاجتماعي بحق العمال في الزيادة في الأجور ونوه في هذا الصدد بانفتاح الشريك الاجتماعي على التفاوض رغم عديد المعيقات.

وفسر الاخ ناذر الفلي ان هناك عديد الاخلالات التي شابت عملية التفاوض ليس بين الأطراف الاجتماعية بل على مستوى الحكومة التي كانت مطالبة بإصدار الملاحق التعديلية ولكنها لم تتسارع في انجاز واجباتها وهو ما استدعى ضرورة اتخاذ خطوة نضالية تمثلت في تجمع الإطارات النقابية امام مقر وزارة الشؤون الاجتماعية التي انتهت بمقابلة الوزير لوفد عن الجامعة يتقدمه الأخ حبيب الحزامي مؤكدا أنه تم خلال اللقاء حسم مسالة اصدار الملاحق التعديلية.

وقال أن هذا المسار التفاوضي مرهق .

المرور الى الفعل :

وقال الاخ سمير الجملي عضو الجامعة العامة أنه حان الوقت لتفعيل الاتفاقيات الإطارية وهو ما يستوجب ضرورة حصر الشركات التونسية التي تعمل مع الماركات العالمية من ناحية وتنزيل التكوين الذي تلقاه النقابيين على أرض الواقع وأعتبر أن الجامعة انطلقت في تنفيذ برنامج عملها والذي يهدف الى تغيير واقع العمال ومن هنا تأتي اهمية هذه الندوة التي ستكون انطلاق فعلي لتنزيل مهارات النقابيين على الميدان.

وعن مسالة حصر قائمة الشركات التونسية التي تعمل مع المؤسسات العالمية قال الاخ سمير الجملي أن الشركات التونسية تخفي هوية الشركات العالمية التي تعمل معها وذلك للتفصي من الالتزامات الدولية المترتبة عن الاتفاقيات التي قامت بها الشركات العالمية مع الاتحاد الدولي للصناعات.

وبين أن الجامعة العامة قد أعدت قائمة أولية بالشركات المحلية التي تتعامل مع الماركات العالمية. وقال الاخ عضو الجامعة العامة ان هذه الندوة الاولى ستكون متبوعة بندوة اخرى خلال نهاية الشهر الحالي.

وقال الاخ رشيد الذهبي أن العمل النقابي يهدف الى خدمة العمال وهو أمر مشترك بين مختلف النقابيين وشرح ان النقابيين في المغرب وفي تونس يشكلان فريق عمل متجانس في مواجهة شراسة بعض الشركات.

وقال أن العمل النقابي صعب ومعقد مشيرا الى أن الخطاب المقدم من طرف الشركات العالمية والقول الجيد لا يلقى صداه في الواقع.

ومن ناحيته قدم الاخ كمال عمران الخبير في التشريعات الشغلية لدى الاتحاد العام التونسي للشغل مداخلة حول الحوار الاجتماعي مع الشركات العابرة للقارات ونوه في هذا الصدد بالجهد النقابي المشترك بين النقابيين في تونس والاخوة في النقابيين من المغرب معتبرا انه لا وجود لفوارق بين النقابيين في البلدين وأكد على انهم فريق عمل يخدم مصلحة العمل النقابي في الاقليم.

التجربة المغربية :

وقدم الاخوة النقابيون من المغرب عرضا مشتركا حول تجربتهم في رفع الانتساب في مؤسسات النسيج في المغرب خاصة في المؤسسات التي تنتج لفائدة الشركات العابرة للقارات.

وقالوا ان الامر صعب في البدايات في ظل رفض الأعراف للعمل النقابي.

وقالت الأخت رفيعة امسناو ان النقابيين تعرضوا الى الكثير من الصعوبات مؤكدة ان الاجتماع بالعمال والاتصال بهم في المؤسسات المصدرة كليا يكاد يكون مستحيلا نظرا لعدم السماح لاي طرف بالدخول دون ترخيص وقالت ان النقابيين تتبعوا العمال في وسائل النقل وتمكنوا من إقناعهم من أجل مساعدتهم في الوصول الى العمال وهو ما حصل في كثير من الأحيان. وشرحت الأخت رفيعة امسناو انه يجب العمل على اقناع الأعراف أن انتساب العمال في نقابة ليس ضد مصلحتهم واعتبرت أن اقناع الأعراف بالحوار يسهل أيضا عملية الانتساب ولكن في حال الرفض يكون احل هو النضال والاتصال المباشر بالعمال.

وقال الاخ رشيد الذهبي أن نقابة النسيج والألبسة وضعت برنامجا لتقوية التنظيم والانتساب النقابي يستهدف المصانع الموردة لمجموعة انديتاكس  في المغرب وهو ما مكن  من احداث اكثر من 18 مكتب نقابي جديد.

وقد تضمن المرحلة الأولى من برنامج العمل استهداف 60 شركة في عدد من المناطق الصناعية ثم تم بعد ذلك تحديد المصانع المستهدفة وتم تشكيل فريق عمل وتوزيع العمل بشكل منظم بين أعضاء الفريق كما تم تحديد النقاط التي سيبنى حولها الخطاب النقابي الموجه للعمال.

ونوه الأخ رشيد بالدعم الكبير الذي تحصل عليه النقابيون من طرف الاتحاد الدولي للصناعات والمتابعة الدائمة من طرف الأخ احمد كامل.

تدقيق اجتماعي :

وأنتقد الاخوة النقابيون المشاركون في الندوة عدم تطابق معايير العمل في المؤسسات التونسية التي تعمل مع انديتاكس مع المعايير الدولية وقالوا ان الشركات تسعى في الكثير من الأحيان الى إخفاء الارتباط بالشركة العالمية للتفصي من الالتزامات المترتبة عن ضرورة احترام الاتفاقيات الدولية التر امضتها مع الاتحاد الدولي للصناعات.

وشحروا ان معايير العمل في الحقيقة تختلف عن معايير العمل في الأوراق وقال بعض الاخوة المتدخلون وقال الاخوة النقابيون ان الشركات العالمية تنظم زيارات تدقيق اجتماعي للوقوف على ظروف العمل وعلى الواقع الاجتماعي في المؤسسة.

وشرح الخبير في العلاقات الشغلية كمال عمران أن التدقيق الاجتماعي تقليد لدى الشركات العالمية التي تسعى الى الحفاظ على سمعتها اكثر قدر ممكن عبر تجنب أن تكون وراء منتجاتها عمليات استغلال او تعسف او ظلم اجتماعي مما قد يمس من سمعة المؤسسة لدى الحرفاء وذكر في هذا الصدد فضيحة احدى الماركات العالمية المشهورة والتي استغلت السجناء في صناعة كرات خاصة بلعبة كرة القدم لتظاهرة عالمية كبرى وعند كشف الامر من طرف منافسيها حصلت فضيحة كبرى و تكبدت الشركة خسائر طائلة.

ودعا الخبير الاجتماعي النقابيين الى حسن الاستفادة من الجلسات مع وفو التدقيق من أجل خدمة مصلحة العمال والتحقيق مزيد من المكتسبات في مختلف المجالات.

طارق السعيدي

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى