نظمت الجامعة العامة للنسيج والملابس والجلود والاحذية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصناعات ندوة اقليمية حول تفعيل الاتفاقيات الاطارية العالمية وذلك يومي 26و27 أوت 2022.
وقد افتتح هذه الندوة الاخ حبيب الحزامي الكاتب العام للجامعة العامة للنسيج والملابس والجلود والاحذية كما حضر الندوة الاقليمية وفد نقابي مغربي يضم الاخت سمية مقير والاخ صابر محمد من الجامعة الوطنية للنسيج التابعة للاتحاد المغربي للشغل. وتمثل هذه الندوة الثانية من نوعها بعد الندوة الأولى المنعقدة بداية الشهر الحالي.
حقوق العمال :
وذكر الاخ الحبيب الحزامي أن الشركات العالمية تمثل شبكة عنكبوتية وتعمل مع عشرات المصانع المحلية وقال ان تحديد هذه الشركات معقد مشيرا الى الدعم المهم الذي قدمه الاتحاد الدولي للصناعات عبر تقيم قائمة مفصلة حول الشركات الناشطة في تونس ضمن شبكة انديتاكس.
وشرح أن الهدف من تحديد تلك الشركات ضمان حقوف العمال على تنفيذ الاتفاقيات الاطارية التي امضتها شبكة انديتاكس مع الاتحاد الدولي للصناعات والتي تضمن الحقوق وتعزز المكاسب من أجل عمل لائق.
وقال أن خطة عمل النقابات في الاقليم يجب ان تقوم على ضمان تفعيل هذه الاتفاقيات وأعتبر الحزامي أن اول الخطوات تتمثل في تحديد الشركات والاتصال بها استهدافها في اطار حلمة انتساب على اعتبار أن تواجد الطرف النقابي يمثل عنصرا مهما في ضمان تفعيل الاتفاقيات الإطارية.
وقال أن الجامعة العامة في تونس تمكنت الى حد الان من التواجد في أكثر من 25 بالمائة من المؤسسات.
ودعا الحزامي الى التعامل الجدي لحل شفرة الشبكة العنكبوتية للشركات العالمية الناشطة في تونس ودعا الى توسعة الاتصال والبحث عن الشركات التي سيتم استهدافها.
وقال أن الهدف من الندوة هو وضع استراتيجية وطنية وتحديد الخطوات القادمة.
سوكوفريب :
وقال الأخ الحبيب الحزامي أن عمال مؤسسة سوكوفريب يعيشون مأساة اجتماعية حقيقية نتيجة تعطل شركتهم عن النشاط لأسباب خارج عن ارادتهم.
وشرح أن عمال شركة سوكوفريب معتصمون أمام مقر الولاية منذ ثلاث أيام للمطالبة بعودة شركته الى النشاط بعد توقف دام 14 شهرا.
وشرح الحزامي أن الخلاف مع الديوانة التونسية هو الذي عطل العودة السريعة الى النشاط على اعتبار أن الديوانة تريد وضع يدها على حسابات المؤسسة منأ جل ضمان حقها وهو ما رفضه بقية الاطراف.
وشرح الحزامي أن القضية شائكة وتستوجب مجلسا وزاريا في الغرض.
وقال أن الجامعة العامة للنسيج والمتصرف القضائي والولاية قد عقدوا الكثير من الاجتماعات والجلسات بحضور كافة الأطراف المعنية ورغم بلوغ اتفاق يقضي بالعودة الى النشاط الفعلي بداية من يوم 06 جوان 2022 غير أن موقف الديوانة عطل تنفيذ الاتفاق.
استراتيجية قطاعية :
وذكر الاخ ناذر الفلي عضو الجامعة العامة للنسيج أن الندوة تهدف الى تدارس واقع الشركات المحلية العالمية العاملة مع انديتاكس ووضع الخطة للوصول الى العمال وتنسيبهم الى هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل وضمان تفعيل الاتفاقيات الدولية. وقال الاخ ناذر الفلي ان التركيز على شبكة انديتاكس تم بالاتفاق مع الاتحاد الدولي للصناعات على اعتبار أن هذا الاخير قد تمكن من عقد اتفاقية اطارية عالمية مع عدد من الماركات العالمية ومنها انديتاكس.
وشرح الاخ الفلي ان عديد الشركات التي تعمل مع شبكة انديتاكس تتهرب من ذكر العلاقة معها من أجل عدم دفع حقوق العمال التي تضمنها الاتفاقية الإطارية المذكورة وشرح أن دور النقابيين يكمن في تفعيل الاتفاقيات.
وقال ان بعض الشركات تتعمد مغالطة انديتاكس نفسها عبر الادعاء بانها تحترم العمل النقابي بل وتقدم فريقا من العمال على ساس انه نقابة والحال أنه لا توجد نقابة أصلا.
وشرح أن البعض يلجأ الى هذه الممارسات للتهرب من التدقيق الاجتماعي الذي تقوم به الماركات العالمية للوقوف. على ظروف العمل. ومن ناحيته اعتبر الاخ سمير الجبلي عضو الجامعة العامة للنسيج أن العمل في المرحلة المقبلة يجب أن يستجيب لمعايير الاحتراف مشيرا الى وجود شركات مناولة تعمل ضمن الشركة ولا بد من كشفها والاتصال بالعمال وتاطيرهم. واعتبر أن العمل الميداني المباشر والتوجه الى العمال واستهداف الشركات .
حملة انتساب وهيكلة :
قال الأخ لطفي صدام عضو الجامعة العامة للنسيج والملابس والجلود والاحذية أن عدد الشركات الناشطة في تونس والتي تعمل مع الماركة العالمية انديتاكس قد بلغ 28 بشركة منها 05 شركات وقعت هيكلتها.
وشرح الأخ لطفي صادم ان الاتحاد الدولي للصناعات وفر للجامعة العامة للنسيج والملابس والجلود والاحذية معطيات مهمة حول شبكة انديتاكس بتونس كما قامت الجامعة بتجميع مزيد المعطيات.
وبين أن الشبكة تتكون من 28 مؤسسة منها 11 مؤسسة تشغل أكثر من 100 عامل وتمثل الهدف الأول حملة الانتساب من وهيكلة المؤسسات لضمان تنفيذ الاتفاقيات الاطارية العالمية التي أمضاها الاتحاد الدولي للصناعات مع انديتاكس والتي تضمن الكثير من الحقوق والمكاسب للعمال.
وشرح الأخ لطفي ان الجامعة ستقوم باستمرار بعملية تحيين المعطيات نظرا لان المعطيات المقدمة من طرف المؤسسات لا تكون دقيقة.
وحدة نقابية مغاربية :
وقالت الاخت سمية مقير ان النقابيين في المغرب يكنون الاحترام والتقدير الكبير للإخوة النقابيين في الجامعة العامة للنسيج وفي مقدمتهم الأخ حبيب الحزامي. وابرزت ان الاحترام والتقدير نابع من التزام النقابيين في تونس بالدفاع عن العمال في وجه الممارسات الاستغلالية.
وقالت أن العلاقات النقابية بين العمال والنقابيين في المغرب وتونس وتاريخية تعود الى حقبة الاستعمار عندما انتفض عمال المغرب ضد اغتيال الزعيم النقابي فرحات حشاد وللمطالبة بخروج المستعمر من المنطقة.
وأكدت على ان الجيل الجديد مدعو الى تعزيز العلاقة النقابية القوية من أجل حقوق العمال.
وقالت ان بناء حركة نقابية مغاربية قوية يمثل حلما لطالما راود العمال والنقابيين وقالت أنه لا بد من تضامن نقابي مغربي لتحصين المنطقة من الاستعمار الجديد ولوقف الممارسات الاستغلالية لأصحاب راس المال.
وشكرت الاخت سمية مقير الجهد الذي يبذله الاخ أحمد كامل سكرتير الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الاتحاد الدولي للصناعات من اجل توفير الظروف الملائمة لتطوير العلاقات النقابية على مستوى مغاربي ولدعم الحركة النقابية في المنطقة.
لجنة انديتاكس :
وقد شهدت الندوة تشكيل لجنة وطنية لتفعيل الاتفاقيات الاطارية العالمية وهيكلة المؤسسات خاصة بشبكة انديتاكس وتتكون من عدد من الاخوة النقابيين من الشركات التابعة للشبكة وينسق أعمالها الاخوين ناذر الفلي وعلي ساسي عضوي الجامعة العامة للنسيج والملابس والجلود والاحذية.
طارق السعيدي
